أبتاه
لكَ الآن أن تغضب
أن تلعن في الجُبّ الجدار
وحدكَ المُذنب .. لأنّك
خلف صفرة الموت .. يوما
قبلتَ الغياب
لماذا تركتَ الفتاة
وحيدة .. تبحث عن حبّ سواك
و تشتري الحلم
بالدّموع .. و الشموع
بسنِيِّ العمر
بالألمْ
و تجني .. نقطة في الظلّ
مُعتمَة .. هناك
في رحِم العدمْ
ها هي اليوم تأتيك
من وجع السؤال
أما من بضاعة أغلى
تملأ العيون الجائعة
و هذه المدينة الصمّاء ..الباردة
ألا إرث لها تقايضه حبّا
يروي القحط.. و السنوات العجاف
و يرتسم في المرايا بدون خجل
لماذا رضيتَ لها من جنّة الخلد
السّقوط
و كنتَ هناك العَلِيَّ البهيّ الشهيّ
و آخرَ قُدُس الأنبياءْ
و كانتْ لقلبكَ ريحانةً
و زهرة ماءْ
و كان هواها لكَ ملحَ البحار
و كان هواكَ لها زلالَ عطاءْ
لماذا تواريتَ .. و خلّفتَها
تراود عنكَ غيومَ السّماءْ
و تلعن ساعةَ حُمَّ الرّحيلُ
تفتّش عن دورة ثانية
عن فرصة ثانية .. للقاءْ
تُراها غبيّة .. حين ظنّتْ
شبيها لك
يظهر في الأشقياءْ ؟
عشرٌ مضيْن .. و خمْسٌ تلوْن
و عالمُها لا يزال قفرًا .. خلاءْ
و أنتَ في الذاكرة .. بعدُ مقيمٌ
تفسد كلّ حماقاتها .. البائسة
يشعُّ سناكْ
فيربَدُّ في لحظة حبُّها
كشعلة جنٍّ .. في حضور مَلاكْ
و يغدو دميما
و يغدو رجيما
و في لحظةٍ
يسيل ضياءُ الشموع .. دموعَ شقاءْ
و تسري من النّغم .. تعويذة للهلاكْ
فترحل دنيا .. و إذ هي تمسك بين يديها
الهباءْ
فإمّا تعود
فيورق قلبٌ
أدماه طولُ الخواءْ
و إلاّ فدَعْها تجوبُ المرافئ
تفتّش عمّن يبيع بقايا وفاءْ
بصدق الشعور
بخفقة نبض
بباقي سنين الوَهَنْ
و لا يُحْزنَـنْكَ .. إذا
بَخَسوها الثّمَنْ
فهذا أبي زمانُ الشّراءِ
و لا ربحَ فيه لقِسط الزّمَنْ